وكيف لا أحب محمّدًا وهو الذي يختصّ بالشفاعة العظمى لأنها لا تختصّ بأمّته فقط بل ينتفع بهذه الشفاعة غير أمّته من المؤمنين، يومها من الناس من يقول بعضهم لبعض: تعالوا لنذهب إلى أبينا ءادم ليشفع لنا إلى ربِّنا، فيأتون إلى ءادم يقولون يا ءادم أنت أبو البشر خلقك الله بيده (أي إنه له عناية بك) وأَسْجَدَ لك ملائكته فاشفع لنا إلى ربِّنا، فيقول لهم: لستُ فلانًا (معناه أنا لستُ صاحب هذه الشفاعة) اذهبوا إلى نوح، يأتون نوحًا فيطلبون منه ثمّ يقول لهم: إيتوا إبراهيم فيأتون إبراهيم، ثمّ إبراهيم يقول لهم لستُ فلانًا (معناه لستُ صاحب هذه الشفاعة) فيأتون سيّدنا موسى فيقول لهم لستُ فلانًا فيقول لهم إيتوا عيسى، فيقول لهم لستُ فلانًا ولكن اذهبوا إلى محمّد، فيأتون النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيسجد النبيّ لربِّه فيُقال له ارفع رأسك واشفع تشفع وسل تُعطَ.
وكيف لا أحب محمّدًا وهو القائل صلى الله عليه وسلم: "من رءاني في المنام فسيراني في اليقظة".
فالوعد الذي ورد في الحديث: "فسيراني في اليقظة" فإنه يراد به الرؤية في الدنيا قبل الموت، يعني من رأى رسول الله محمّدًا في المنام فذلك بشرى له بأنه يموت على الإيمان.
اللهمّ ارزقنا رؤيته في المنام هذه الليلة وفي كل ليلة وعند الموت يا ربّ العالمين، يا أرحم الراحمين يا الله.